التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ترامب يتجاوز الخطوط الحمراء لبوابة المخابرات الأمريكية

تسود حالة من الجدل في البيت الأبيض بشأن نية ترامب الإبقاء على منصب مدير الاستخبارات الوطنية، ونصائح مستشاره للأمن القومي مايكل فلاين بإعادة تنظيم أجهزة الاستخبارات، مع تحييد هذا المنصب تحديدا، في وقت يتهكم فيه الرئيس الأمريكي المنتخب على تقارير الاستخبارات الأمريكية والتحذيرات التي توجهها له بشأن تورط روسيا في عمليات قرصنة إلكترونية استهدفت الحزب الديمقراطي أثناء الانتخابات، بالإضافة إلى دفاعه عن جوليان أسانج، صاحب موقع ويكيليكس المطلوب أمنيا، ما يعد تجاوزا من الرجل للخطوط الحمراء، ما أغضب قيادات بالحزب الجمهوري، فوصف بول ريان، رئيس مجلس النواب الجمهوري أسانج بـ"منافق روسيا"، بينما قال السيناتورالجمهوري توم كوتون "إن ثقته في مخابرات بلاده أكبر من ثقته في شخص مثل جوليان أسانج".




القفز من مركب ترامب 
وكانت أنباء ترددت، اليوم الجمعة الموافق 6 يناير/ كانون الثاني، عن تقدم جيمس وولسى، الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إية)، باستقالته من عمله كمستشار لدونالد ترامب، خلال الفترة الانتقالية، وذلك قبل تولى ترامب مهام منصبه خلال الشهر الحالى، وقبل 24 ساعة من الخطاب المزمع أن يوضح به ترامب حقيقة مدى علمه بالاختراقات الروسية.
منصب  مدير الاستخبارات الوطنية استحدثه الكونجرس بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، من أجل إدارة أفضل لجهود هيئات الاستخبارات في الولايات المتحدة، بهدف حماية البلاد، أما فلاين فقد شغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما وكثيرا ما كان يصطدم بوكالات الاستخبارات الأخرى، كانت علاقته بمدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر مضطربة جدا، علما أن الأخير أقال فلاين من منصبه بعد شكاوى بشأن طريقته في الإدارة.
مصير غامض
وذكر أحد المصادر القريبة من معسكر ترامب أن “هناك إجماعا عاما أن منصب مدير الاستخبارات الوطنية كبير جدا ونما بشكل سريع، وبعض ممن هم حول ترامب يعتقدون ذلك، لكن هل يخططون لتعديله وكيف ذلك؟ لا أعرف”.
لكن صحيفة “وال ستريت جورنال” قالت الأربعاء إن ترامب يعمل مع كبار مستشاريه على تقليص أهمية منصب مدير الاستخبارات الوطنية، في إطار خطة لإعادة بناء أجهزة التخابر.
وقال مصدر أمريكي إن ترامب لن يعدل “بتهور” بنية أجهزة الاستخبارات، مضيفا: “أي إصلاح ممكن سيتم بحرص ومسؤولية كبيرين”.
وفتح رد الفعل الداعم من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للرئيس الروسي بوتين، بشأن تورط الأخير في جريمة إلكترونية تتعلق بالتلاعب في نتائج الانتخابات الأمريكية، أبواب الخوف أمام الأمن القومي بشأن تعامل ترامب مع القضايا الخارجية التي قد تورط المواطن الأمريكي في عداوة تهدد اقتصاد وأمن الولايات المتحدة، خاصة أنها لم تكن الأزمة الوحيدة التي أثارها الرئيس الأمريكي الجديد قبل تسلم مهام منصبه بعد، إذ صنع ثمة نزاعا سياسيا مع الصين وإيران رغم تحذيرات الأجهزة الأمنية من ذلك، التي يبدو أنه ألقاها في سلة مهملاته.

مايكل مور والسيناريوهات الثلاثة

في الوقت الذي أشار المخرج الأمريكي الشهير مايكل مور، الذي تنبأ بفوز دونالد ترامب بالرئاسة في الانتخابات الأمريكية قبل أربعة أشهر منها، إلى أن الرئيس الجديد لن يكون بإمكانه إتمام مدة ولايته الرئاسية، وقال لقناة “إم إس إن بي سي” الأمريكية: إن “دونالد ترامب سيستقيل من منصبه، أو يُعزل من قبل الكونجرس، قبل استكمال ولايته الرئاسية”.
وحدد مور عوامل رؤيته تلك، قائلاً: إن “افتقار ترامب إلى الكفاءة والحنكة السياسية، وضبابية برنامجه الانتخابي، إلى جانب غروره ونرجسيته، عوامل ستدفعه إلى تجاوز القانون، أو إلى ارتكاب أخطاء سيضطر إلى دفع ثمنها؛ أي التخلي عن منصبه بسببها، رغم إيمانه الشخصي العميق بأن كل ما يفعله صواب وخير مطلق".



أسانج يثير الجدل من جديد

ورصد  تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية غضب قيادات الحزب الجمهوري من دعم ترامب لتصريحات جوليان أسانج، مؤسس موقع التسريبات الشهير “ويكيليكس” التي تشكك في  المعلومات الاستخبارية التي تزعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية التي أجريت في الـ 8 من نوفمبر الماضي، وترجيح كفة ترامب على منافسته الديمقارطية هيلاري كلينتون.
وذكر التقرير أن الاختلافات الحادة حول قضية حساسة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي هي أحدث علامة على أن الأمور التي تتعلق بالاستخبارات والسياسة تجاه روسيا تعكس تصدعا عميقا في علاقة ترامب بالحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه.

ووصف بول ريان، رئيس مجلس النواب الجمهوري، في برنامج إذاعي، أسانج بأنه ” منافق روسيا”، في حين قال السيناتور الجمهوري توم كوتون في تصريحات لشبكة “إم إس إن بي سي” التليفزيونية” إن ” لديه ثقة في ضباط الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية الذين يؤدون عملهم حول العالم.. بدرجة أكبر من ثقتي في أشخاص أمثال جوليان أسانج".



وتأتي التصريحات في أعقاب تغريدات أطلقها دونالد ترامب،الأربعاء، على حسابه الشخصي على موقع التدوينات المصغر “تويتر” والتي أيد فيها مزاعم أسانج بشـأن روسيا كونها ليست مصدر رسائل البريد الإلكترونية المسربة من داخل اللجنة الوطني الديمقراطية وجون بوديستا، رئيس الحملة الانتخابية لـ هيلاري كلينتون، والتي نشرها “ويكيليكس” إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكتب ترامب: “أسانج … قال إن الروس لم يعطوه المعلومات!”

وذهب ترامب إلى ما هو أبعد من ذلك، ليشن هجوما جديدا على وكالات الاستخبارات الأمريكية، قائلا على حسابه على موقع “تويتر” إن البيان الاستخباري الموجز الذي كان من المنتظر أن يتسلمه بشأن التدخل الروسي المزعوم  في انتخابات 2016  قد تأخر.

وتابع: “ربما تكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتجهيز القضية. هذا غريب جدا”.

كان مؤسس موقع “ويكيليكس” قد أشار إلى أن روسيا ليست هي مصدر رسائل البريد الإلكتروني المسربة من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة والتي نشرت على موقعه، في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية.

ورفض أسانج، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” التليفزيونية من سفارة الإكوادور في لندن، الكشف عن المصدر الذي نقل لموقعه الوثائق المسربة من البريد الإلكتروني لـ جون بوديستا، مدير حملة المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، ومن بينها ثلاثة خطابات ألقتها وزيرة الخارجية السابقة مقابل مبلغ مالي تقاضته من مصرف “جولدمان ساكس.”

ورأى أنه “من المستحيل القول” إن الكشف عن هذه الرسائل الإلكترونية ساهم في فوز رجل الأعمال الجمهوري في انتخابات 8 نوفمبر/تشرين الثاني.”

لكنه أضاف “إن كان ذلك ما حدث فعلا” فإن “التصريحات الفعلية” لكلينتون وأوساطها الواردة في هذه الرسائل الإلكترونية هي التي “حسمت مسار الانتخابات”.
وقد نشر “ويكيليكس” قبيل انعقاد المؤتمر الوطني الديموقراطي الذي اختيرت فيه كلنتون رسميا مرشحة الحزب للرئاسة في يوليو الماضي حوالى 20 ألف رسالة إلكترونية من الرسائل المتداولة داخليا في الحزب.

وكشفت الرسائل عن تفضيل قادة الحزب لكلينتون على منافسها بيرني ساندرز خلال حملة الانتخابات التمهيدية، وأدى هذا إلى استقالة رئيسة اللجنة الوطنية الديموقراطية.

واتهمت كلينتون الحكومة الروسية بالوقوف وراء التسريبات، كما اتهمت “ويكيليكس” بمساعدة خصمها الجمهوري دونالد ترامب الذي فاز عليها في الانتخابات.

كما اتهمت واشنطن موسكو بالوقوف وراء القرصنة المعلوماتية ضد الحزب الديموقراطي، مؤكدة أن الهدف منها كان التدخل في مسار الانتخابات الأمريكية.

ولجأ أسانج، البالغ من العمر 45 عاما، إلى سفارة الإكوادور في لندن في يونيو من العام 2012 لتفادي تسليمه إلى السويد التي أصدرت مذكرة توقيف بشأنه في سياق تحقيق مفتوح حول مزاعم بارتكابه جرائم اغتصاب، بموجب شكوى قدمتها سويدية عام 2010.



وكان الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب تجاهل  تحذيرات ومخاوف مؤسسات الأمن القومي الأمريكي بشأن اتهامها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتورط في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتلاعبه في نتائجها لصالح ترامب، والتي جاء فيها: «إن بوتين يهدف من صنيعه إحراج القيادة الأمريكية أمام حلفائها والرأي العام ليبعث لهم برسالة مفادها أنها «لم يعد بوسعهم الاعتماد على الولايات المتحدة كقائدة عالمية يمكن الوثوق بها»، بحسب تصريح مسئول في الاستخبارات الأمريكية لشبكة «إن بي سي» الأمريكية.
لكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أكد من قبل أنه «لا يصدق» هذه المزاعم، وقال في مقابلة تليفزيونية مع شبكة «فوكس نيوز»، «أعتقد أنه أمر سخيف. إنها ذريعة جديدة لا أصدقها»، ووصفها بأنها «مزاعم  مثيرة للسخرية» ولها دوافع سياسية، في الوقت الذي تقول هيئات استخباراتية أمريكية إن لديها أدلة كثيرة على أن قراصنة روس مرتبطين بالكرملين يقفون وراء الهجمات.

وجدد ترامب تأكيده على رؤيته هذه، أمس، إذ أشار إلى «التحيز الحزبي» للبيت الأبيض عبر اتهام بوتين بالوقوف وراء عمليات القرصنة المعلوماتية ضد منافسته الديمقراطية، في الوقت الذي كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلا عن مسئولين أمريكيين، أن قراصنة روس حاولوا التسلل إلى شبكات الكمبيوتر فى اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى، المنتمي له ترامب، باستخدام نفس الأساليب التى سمحت لهم بالتسلل إلى شبكات الحزب الديمقراطى، إلا أنهم فشلوا فى اجتياز الدفاعات الأمنية الموجودة على شبكات الكمبيوتر فى مقر الحزب الجمهورى، بحسب ما قال المسئولون الذين اطلعوا على هذه المحاولة.
وتقول صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن هذا الكشف يأتى مع زيادة الغضب السياسى حول اختراق القراصنة الروس للتنظيمات السياسية الأمريكية، في وقت سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوله: “«هل يعتقد أحد حقا أن روسيا تستطيع أن تؤثر بطريقة ما على خيار الشعب الأمريكي؟ هل الولايات المتحدة جمهورية موز؟ الولايات المتحدة قوة عظمى. الرجاء أن تصححوا ما أقول إن كنت مخطئا».


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«حرب المعلومات».. العالم يتسلح بـ«القرصنة الإلكترونية»

  لم تعد الدول الكبرى بحاجة لإطلاق مزيد من الرصاص لتحسم نفوذها على منطقة ما، بقدر ما هي بحاجة لحرب المعلومات والأفكار التي تستثمرها لدفع وتحشيد دول أخرى لتخوض حربا بالوكالة عن مصالحها. ولعل هذا ما دفع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للتشديد أمام لجنة ميزانية في الكونجرس الأمريكي على أن “الحرب الإلكترونية أصبحت أكثر تطورا وقساوة بشكل متصاعد ومرعب”، واقترح زيادة الميزانية المخصصة للحرب المعلوماتية إلى 6,7 مليار دولار في عام 2017، بينما طالب نائب بالكونجرس الأمريكي يدعى آدم كنزنجر بوضع ميزانية بقيمة 20 مليون دولار خلال العشر سنوات القادمة، لإنشاء مركز تحليل للمعلومات والتقارير المعادية للولايات المتحدة، وقال «علينا كدولة معرفة كيف نكسب حرب الأفكار، دون إطلاق المزيد من الرصاص، هكذا نفوز بالحرب الباردة»، فماذا صنعت القرصنة الإلكترونية في العالم، وكيف غيرت إدارة الصراع بين الدول، خاصة بعد تورط روسيا في حسم نتائج الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، واختراقها للحزب الديمقراطي حسبما أقر الأخير . سفير روسيا في أمريكا يخوض ترامب صراعا مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول القرصنة

هل تكرهنا الحيــاة؟!

يـُروى فى الأثر الشعبي أن كثيرا من المصريين حينما يضحكون حتى تمتلئ عيونهم بالدموع، يتوجهون بحديثهم إلى الله “خير اللهم اجعله خير”، ويظلون دائما فى انتظار وقوع كارثة، وكأن الفرحة الغامرة التى أحالت ضحكتهم بكاء خطيئة اقترفوها، وها هم في انتظار أن يُـنزل القدر عقابه على سعادتهم . فهل نحن شعوب تكره الحياة وتهابها إلى هذا الحد؟ 1 حينما يمر أحدنا بلحظات من السعادة مع الأهل أو الأصدقاء أو يحقق نجاحا ما، يظل يترقب المجهول، وينتظر من القدر مفاجأة غير سارة، تـُحيل حياته جحيما، فهل أصابنا القلق وتمكنت المخاوف من عقولنا، فأصابتنا الهلاوس، وصار المجهول شبحا يطارد عقولنا، ونال من سلامتنا النفسية والعقلية، وصرنا نصارع طواحين الهواء في الشوارع والأسواق، ونعيش خائفين من أوهام تحجبنا عن الحياة وتحجب الحياة عنا . 2 صارت الوجوه عابسة، والقلوب غاضبة، وبراح الأرواح معلق بخرم إبرة، بات الشك والريبة والترقب هى المشاعرالتى يصدرها بعضنا لبعض، وحين نلمح شُـبهة ابتسامة على وجه من الوجوه، قد نتهمه بالمرض العقلى، ونردد وتطيب الحياة لمن لا يبالي، بل قد يصل بنا الأمر لمطالبتنا باعتقاله مجتمعي

الشباب فـي زمن الشك

لم يعد جيل الشباب في مصر يبالي بالمسميات وبالمصطلحات الموحية بالمعرفة في ظاهرها، ليس عن جهالة، بل لأن ما رأوه من أهوال ومفارقات ومتناقضات خلال  تعاقب 4 أنظمة رئاسية  في 6 سنوات حتى الآن علَّمهم أن العبرة بالنتائج، وأن ما يتحقق على أرض الواقع هو الميزان الحقيقي لقيمة ما يقال، أما ما عدا ذلك فمجرد شعارات زائفة لسنا بحاجة إليها. في بداية العام تم إعلان 2016 عامًا للشباب، وكان الشعار: “بقوة شبابها تحيا مصر”، إيمانًا من الدولة بأهمية الشباب فى صياغة الحاضر وصناعة المستقبل، مرت الأيام وتم اعتقال عدد من الشباب في حملات عشوائية سبقت أحداث “جمعة الأرض” التى لم تمر سوى باعتقال عدد آخر. جرت أحداث كثيرة ليس آخرها ما حدث بعد اختيار فيلم “اشتباك” للمخرج الشاب محمد دياب في قائمة أفضل 10 أفلام في مهرجان كان السينمائي، إذ عرض التليفزيون المصري تقريرا عن دياب مفاده التخوين وعداوة الدولة.. دياب لم يكن أوَّل من تُشوَّه سمعته ولن يكون الأخير،  فالقوسان مفتوحان ضيفوا بينهما مَن شِئتم. جيل الشباب لم يشهد أوهاماً كثيرة صدَّرتها الدولة لأجيال سبقتهم على أنها انكسارات خرجت من رحمها انتصارات عظي