1 كثير منا يزعم أنه ضحية شبكة العلاقات الإنسانية التي تحيط به بدءاً من أفراد الأسرة مروراً بالأصدقاء والأحبة انتهاء بالعابرين في الطرقات والمواصلات العامة. بعضنا أيضاً يتلذذ بنفسية المضطهد ويمصمص الشفاه وتنهال دموعه بسبب ومن دون، وآخرون ينتشون بنفسية الجلاد ويتفاخرون بأنهم تجبَّروا في أخذ حقوقهم، أو ما يزعمون أنه حقوقهم، ويتباهون بأنهم لطخوا وجوه خصومهم بالمهانة، ما يستدعي بدوره تساؤلًا منطقياً: إذا كان الجميع يشتكي الاضطهاد، فمَـن اضطهد مـَن؟ ومـَن ظلم الآخر؟ وهل الحياة جريمة نعاقب على الميلاد فيها، وإذا كانت المسألة على هذا النحو، حيث يشتكي الجميع من الجميع، ونتحول من ضحايا إلى جلادين؟ فأين يكمن الخلل، ولماذا صارت العلاقة الإنسانية ميداناً لجلد ذواتنا، وتحول البعض تجاه الآخر لأدوات تعذيب فى تبادل للمقاعد، ولماذا يمارس كل منا السادية (لذة التعذيب) على الآخر دون أن ينتبه إلى أنه كان يشكو الحال نفسه بالأمس القريب؟ وما الذي بـدّل هدف العلاقات الإنسانية من وسيلة للسعادة ومقاومة الوحدة الموحشة إلى درب من دروب النكد والاستمتاع بالوحدة والانعزال، فهل تـُغيرنا الحيا
مدونة أدبية وصحفية للأفكار الحرة...